قبل الشروع في سرد رأيي حول ماهية الدين – واقعيا- وجب علي أن أستخلص موضوعي بجملة لعلها تلخص ما أراه، "نحن أمة أعزها الله بدينها... و أذلت نفسها بدينها"... بنظري، الدين – الروحاني- هو رسالة سامية أنزلها الله تعالى على عباد اصطفاهم من بين الناس ليحملوها إلى قومهم و ينشروها بما هو أحسن.
.
قد أحسن الأخوة و الأخوات في تعليقاتهم على موضوعي السابق في تفسيرهم للدين، و برأيي الشخصي أن الإستجابة لرسالة الدين تنعكس على أفعال الفرد و تصرفاته بل و حتى أخلاقه، فمن يقيّم هذه الإستجابة؟ هل هم المشايخ و السادة؟ هل هم علماء الدين؟ هل هم عامة الناس؟
قد أحسن الأخوة و الأخوات في تعليقاتهم على موضوعي السابق في تفسيرهم للدين، و برأيي الشخصي أن الإستجابة لرسالة الدين تنعكس على أفعال الفرد و تصرفاته بل و حتى أخلاقه، فمن يقيّم هذه الإستجابة؟ هل هم المشايخ و السادة؟ هل هم علماء الدين؟ هل هم عامة الناس؟
.
من آمن بدينه إيمانا صحيحا أيقن بأن من يقيّمه ليس من هو في صفّه من "العباد" إن فعلا إيمانه بالدين مطلقا، فالإستجابة للرسالة الدينية تقع في محل "حق الثواب و العقاب" و الذي لا يملكه أي مخلوق بشري قط، بل هو حق مطلق لله وحده، فعلاقتي بخالقي ليست محل تقييم أو وصاية من أي شيخ أو سيّد و إن كنت أحترمهم جميعاً كونهم عبادا لله على حد سواء، و أيضا لكونهم بشراً لهم حقوق و عليهم واجبات دينية و دنيوية... و مدنية!
من آمن بدينه إيمانا صحيحا أيقن بأن من يقيّمه ليس من هو في صفّه من "العباد" إن فعلا إيمانه بالدين مطلقا، فالإستجابة للرسالة الدينية تقع في محل "حق الثواب و العقاب" و الذي لا يملكه أي مخلوق بشري قط، بل هو حق مطلق لله وحده، فعلاقتي بخالقي ليست محل تقييم أو وصاية من أي شيخ أو سيّد و إن كنت أحترمهم جميعاً كونهم عبادا لله على حد سواء، و أيضا لكونهم بشراً لهم حقوق و عليهم واجبات دينية و دنيوية... و مدنية!
.
واقع الدين في يومنا هذا، هو بتحوله من رسالة سامية إلى شيئين رئيسيين أصبحا مقياساً لتعلق الإنسان بدينه...
واقع الدين في يومنا هذا، هو بتحوله من رسالة سامية إلى شيئين رئيسيين أصبحا مقياساً لتعلق الإنسان بدينه...
- طاعة المشايخ و السادة طاعة عمياء و عدم مخالفتهم فيما يقولون أو يفعلون، و قد يتعدى ذلك إلى محيط تحريم السؤال عن صحة ما يقولون أو يفعلون، فالكلمة لم تعد للدين، إنما للمشايخ و السادة الكلمة الفصل في توجيه حياة الأفراد... مما يعيدني بذاكرتي إلى ما قرأت حول عصور الظلام التي اجتاحت أوروبا عند سيطرة "رجال الدين".. و ليس "الدين"! فعندما كان الدين قيّما على أمة العرب و ليس "علماؤه".. إرتقت أمة العرب و الإسلام على المستوى "العلمي" بشكل كبير، و أقصد هنا العلوم العقلية كالرياضيات و الفيزياء و الطب و الكيمياء... في يومنا هذا أصبح المقياس هو لطول اللحية و قصر الثوب أو ارتداء العمامة... و أصبح لفظ "متدين"... أو "إسلامي" أداة تسويق لأشخاص و أفكار... بل و حتى منتجات!
. - الطغيان الإجتماعي الرجعي الذي بات مغلفاً بغشاء إسلامي رقيق، و يمكن كشفه و بسهوله تامة بمجرد إستخدام ما نسبته 0,001% من خلايا العقل البشري! قس على هذا الأمر فرض "النقاب" و "ليس الحجاب فقط"، و أمور الإختلاط و الإحتفالات و قراءة الكتب بأنواعها... بل و حتى الفرعيات تم التبرير لها على اساس أنها مبدأ إسلامي مشتق من الشورى الإسلامية!! و إنطلاقاً مما سبق وصولا إلى نشر الخرافات بإسم الدين... شوفوا إيميلاتكم اليومية عشان تتأكدون!
ما الذي يخشاه المستفيدون من تحويل الدين إلى ما سبق؟
.
الجواب بسيط... العقل... فعقلي لي... و ديني بيني و بين ربي، و حق الناس علي أن ينعكس "خلقي" الديني عليّ أمامهم، و إن أخطأت فلهم حق "النصح"، و لي حق "الأخذ بالنصيحة"... أما المشايخ و السادة، فأعانهم الله على أصحاب العقول... و كم منهم سيكفّر أصحاب العقول؟ فإن صمتت العقول، بات أصحابها في نعيم، و إن نطقوا.. ذاقوا الجحيم!!
.
انتهى