منكم من يتفق معه... و أغلبكم ممن حاربوه لدفاعه عن علي الخليفة فيما سبق، و لكن لا يمكنني أن أنكر مدى صلابة هذا الرجل في مواقفه الحالية في موقعه كمعارض حاد لسياسات رئيس مجلس الوزراء و مواقفه... إنه المحامي محمد عبدالقادر الجاسم.
.
.
المحامي الجاسم حاليا محتجز بقضايا "رأي"... مطالبين إياه بدفع كفالة مالية للخروج، مما دفعه للتمسك بموقفه أكثر فأكثر و رفضه لدفع تلك الكفالة كونها قضية "رأي"... و أشدد بأنها قضية رأي، و هنا يأتي دورك و دوري كمدونين مؤمنين "بحرية التعبير عن الرأي" و مدافعين عنها و عن من يتم إتهامه بهذا النوع من القضايا. اليوم يحتجز الجاسم... و غدا قد يكون أي كاتب آخر... و بعده قد نكون نحن المدونين مكانهم! خاصة و أن قائمة كاملة بأسماء و أرقام المدونين موجودة لدى أمن الدولة.
.
في أي عصرٍ نحن؟ هل وصلنا إلى درك تسلب فيه أبسط حقوقنا الدستورية؟ و هو حق "الكلام"!! سمو رئيس مجلس الوزراء... الثلة التي تحيط بك ما أرادت فيك و في بلدك إلا الفساد، و انت أكثر الناس علماً بأن ذاتك ليست مصونة رجوعا إلى الدستور، فسمو الأمير حفظه الله هو الوحيد الذي له هذا الحق كما تنص المادة 54: "الأمير رئيس الدولة، و ذاته مصونة لا تمس" دستور دولة الكويت
.
إن تم إسكات الجاسم - و اعلم أنه لن يسكت - فيوجد غيره كتّاب و سياسيين و أعضاء في المجلس و مدونين و مواطنين عاديين "يتكلمون في الدواوين" على معرفة تامة بحقوقهم الدستورية و القانونية، فعُرِفوا باحترامهم و تقديرهم لصاحب السمو أمير البلاد و بذاته المصونة، و بالمقابل لديهم كل العلم بأنك لست محصنا من الانتقاد... فهل تستطيع إسكاتهم؟
.
اين انت من "مكائن الدار و الوطن و الشاهد" و بثها للفرقة و الفتنة؟ اين انت من إهدار المال العام؟ اين انت من قضايا تضليل الشعب؟ اين انت من الفساد الإداري الذي تصدرنا فيه مراتب عالية خلافاً لما تغنيت أنت به؟! أين انت من تردي الصحة و التعليم؟ و انتهاك قوانين الرياضة ؟ و القصور في الاسكان؟ و انحدار الإعلام الكويتي؟ و اختلاسات التأمينات الاجتماعية و هدر أموالها في مشاريع ذات نسبة مخاطرة عالية؟ اين انت من صفقات الدفاع؟ و هدر أموال الداخلية على اللوحات؟ اين انت من الواسطات و المحسوبية و الظلم الإداري؟ أين و أين و أين... ؟ عزيزي سمو رئيس مجلس الوزراء... انت لست في سويسرا... انت في الكويت، و قد حان لك الوقت بأن تترجل عن الكرسي! بربك انظر حولك!! أنظر إلى نظيراتنا من دول الخليج!! أين كانوا و اين أصبحوا!! قتلت فينا روح الأمل... فيك!
.
سأكتب، و سيكتب غيري، و سيكتب غيرهم... ساتكلم، و سيتكلم غيري، و سيتكلم غيرهم... و ما يجمعنا هو عدم تعرضنا للذات الأميرية المصونة، و احترامنا للقانون، و التزامنا بالدستور... فهل ستسكتنا يا سمو رئيس الوزراء؟
.
إنتهى.