الأربعاء، ١٨ يناير ٢٠١٢

ديمقراطيتهم...


"هذا اللي يعرف لهم، هذا اللي يسكتهم".. "اووووف قوية راح يسب فيصل المسلم و السعدون، بصوت له"...

هذه العبارات قيلت شخصيا لي أكثر من مرّة، و هم يقصدون الجويهل و نبيل الفضل لأكون أكثر تحديدا... السبب بسيط جدا، و تحليل هذا القرار أسهل مما تتصورون و قد يستلزم عرض لمحة تاريخية للكشف عن المتسبب الحقيقي بهكذا توجه.  لن اتطرق لأي أمور شخصية تتعلق بتاريخ أي من هاتين الشخصيتين، فلديهما من الانحطاط الفكري ما تسبب بالصداع لسعود الورع و على شاشة سكوب! ركزوا معاي...
المعارضة: هي جبهة تتشكل إما من كتل نيابية، تيارات سياسية، أو تجمعات تخلق رأي عام لتوجه معين، و على إختلاف مراحل العمل السياسي الوحيد كانت المعادلة كالتالي "حكومة + مشكلة = معارضة". 

الحكومة: هي العنصر الثابت الوحيد في كافة معادلات التأزيم، و هي من خلق جبهات المعارضة على مر مراحل العمل السياسي في الكويت. هي من خلق تأييد التيارات الاسلامية و معارضة التيارات الوطنية لها في الثمانينات، و من ثم معارضة الاسلاميين في التسعينات، و هي من خلق تأييد القبائل لها في التسعينات و معارضتهم لها ما بعد عام ٢٠٠٠، أما المعارضة الحالية... فهي خليط من كل ما سبق. و لا تنسو بأن الحكومة كانت و مازالت تحتفظ بتزايد معدلات الفساد في الدولة و خلق المزيد من جبهات المعارضة.

 هناك من المعارضة من تختلف معه المعارضة نفسها، فلن أقتنع بأن صالح الملا يؤيد وليد الطبطبائي على طول الخط، أو أن فيصل المسلم يؤيد أحمد السعدون ١٠٠%، أو أن مواقف أسيل العوضي و مسلم البراك متطابقة! المعارضة تتفق على الاختلاف مع الحكومة، سواء كان أسلوب هذه المعارضة تصعيديا يدعو للنزول إلى الشارع مع كل تحرك، أو يدعو للتهدئة و المناقشة تحت قبة البرلمان.

إختلافي مع أحمد السعدون أو مسلم البراك أو فيصل المسلم (و هم من أبرز من استخدم تكتيكات التصعيد) لن يدفعني للتصويت للجويهل أو نبيل أو من هم على شاكلتهم! بل سيدفعني للتصويت لمن سيحقق أغلبية برلمانية هادئة تناقش الأمور في قاعة عبدالله السالم! تخيلوا معي هذه المواقف:

المكان: قاعة عبدالله السالم 
التوقيت: الجلسة الافتتاحية - بعد القسم
نبيل الفضل: ناظرا باتجاه فيصل المسلم أو أحمد السعدون.. ثم يبصق أو يشتم و يسرد اسطوانة السب بكافة أشكاله و ألوانه...
محمد الجويهل: يتحدث عن أم فلان و أخت فلان و يهدد باسطوانات مدمجة و صور...

هل هذا حقا ما تريدون أن يتم نقاشه تحت قبة البرلمان "الكويتي" ؟ هل هذا ما تريدونه عندما تقولون "نبي معارضة راقية" ؟ هل نسيتم أن من صنع نبيل الفضل و رعاه هم سراق المال العام من خلال وسائلهم الاعلامية؟ "جريدة و تلفزيون الوطن تحديدا"!! هل نسيتم بأن من صنع الجويهل و رعاه و زوده بالبيانات التي كان "يبمبع" فيها هم أقطاب حكومية برعاية ناصر المحمد و جابر الخالد؟ هل نسيتم بأن من يسوق لهما هي قنوات و صحف محمود حيدر بمختلفها؟ بالاضافة إلى قناة حي الطرب التي كانت تسوق لحل المجلس حلا غير دستوري؟ هل نسيتم من سمى التفجيرات بالأعمال الوطنية؟ و الذي كان يصرح بتأييده لدخول الجويهل للمجلس قائلا "الجويهل يمثل الفرد الكويتي الشريف والشعب بكل مذاهبه وأطيافه، وقد أثبت وطنيته خلال الفترة الأخيرة، ووصفه بفرس الرهان والقنبلة التي ستنفجر في الساحة البرلمانية"!!!!!!!

إجمعوا كل ما سبق.. و ستجدون أن المصدر واحد... عودوا إلى رشدكم يا أهل الدائرة الثالثة مثلما كنتم تتغنون بأنها "دائرة الفكر"... لا تجعلوها الدائرة التي ستعطي العذر الأكبر لطمس الدستور و إنهائه كما يتم التخطيط له ممن يريدونها "مشيخة" و كل من حولها فداوي! 

لن أسوّق لأي مرشح، و لن أحدد تصويتي لمن سيكون... الخيار لكم باختيار أصحاب الفكر و التوجه الراقي، و ليس من سيدخل لأنه "يعرف لهم" أو لكي "يتفل بوجوههم" أو "يسبهم"! أثبتوا بأنكم أصحاب الفكر! الدائرة الثالثة تعج بأصحاب الفكر الراقي من المرشحين الجدد و المرشحين الشباب... فلتكن هذه وجهتكم إن كنتم تريدون "معارضة راقية" من وجهة نظركم.

*** صفاء... ما نسيتج و انتي تقلقسين عند نبيل و الجويهل، ما تختلفين عنهم للعلم.

هناك تعليق واحد:

abdullah khalil يقول...

جميل جداً يا عم سرحان ما خطته يداك ..
عسى أن تكون سبباً في تغيير نمط التفكير لدى ناخبينا ، الذين نأمل أن يكونوا على قدر المسؤولية في حسن اختياراتهم ..
شكراً لك