مصدر الصورة: القبس |
لا تخفى عليكم أحداث الأمس القريب التي تألمت لأجلها الكويت بأكملها و انشقت فيها نصفين. كما قلنا و حذرنا مسبقاً بأن الجويهل و من على شاكلته هم صنيعة السلطة بهدف تخريب الديمقراطية و تشتيت تركيز المعارضة عن "خياس الحكومة" و فسادها... و ها هي الخطة الحكومية تتأرجح ما بين أن ينقلب سحرها على الساحر أو أن تؤتي أُكُلها و تصيب الحكومة في مساعيها... و هذا ما سيتحدد بالخطوة القادمة التي ستتخذها الحكومة في ظل تأكيد ارتفاع حدة خطاب المعارضة إلى "اللا سقف" الليلة في ندوة مسلم البراك.
لنعِ حقيقة بأن لكل فعل رد فعل مساو له في القدر و معاكس بالاتجاه، هذه القاعدة الفيزيائية لن يكسرها في عالم السياسة إلا عنصر واحد و هو القانون... أعلم تماماً أن الحديث عن القانون لن يجدي نفعا الآن، و لكنها رسالة عميقة في معانيها حملها الدكتور عبيد الوسمي في خطابه سابقا حين قال "احترمونا نحترمكم"...
في ظل انتقائية تطبيق القانون من حكومتنا الرعناء، أهينت كرامة الناس و استبيحت أعراضهم برعايتها و برعاية بعض أقطاب الأسرة... لن أحصر هذه الاهانات على القبائل فقط... فما يتعرض له أبناء القبائل اليوم يتعرض له الحضر الشيعة و السنة أيضاً و لكن بصور مختلفة... إنها صنيعة الحكومة! فلو كان القانون وسطا عادلا يطبق من دون انتقائية لما احتد الخطاب و لما برز الجاهل و أشكاله مقتاتين على تفتيت الكويت...
لو قوبل كل فعل برد فعل من دون الاحتكام الى العنصر القانوني "المؤثر المتساوي على الكل و المطبق على الكل من دون استثناء أو وساطة أو تغاضي"... فلن تستقر الأمور و ستتصاعد وتيرة الأحداث المؤسفة.. أكررها... إنها صنيعة الحكومة التي صنعت الفساد و رعته و أبرزت الجاهل و أشكاله القذرة
و لن ألوم قبيلة مطير الكريمة على استعادتها لكرامتها المجروحة باليد، فوالله لو استطعت لشاركتهم تجمعهم أمس... لا أبرر حرق مقر الجاهل، و لكنه نداء استعادة الكرامة المجروحة بأقبح الالفاظ و برعاية من الحكومة التي استباحت الكرامات و الأعراض عن طريق "كلابها"... الأمر الذي لم يصب أبناء مطير الأحرار فقط، بل أصابنا كلنا و آلمنا... بالأمس، و اليوم، و غداً.. كلنا أبناء الكويت و ما يمس أي فرد يمسنا جميعاً.
تبقى نقطة أخيرة أوجهها لكل من حضر ندوة الجاهل و صفق له أو أيده... انتم عار على الكويت حين صفقتم لمن يستبيح الكرامات و يقذف الناس و يشق الصفوف... و إلى مرشحي العار الذين حضروا ندوة الجاهل و صفقوا له... أبشركم فقد تبوأتم مقاعدكم في مزبلة التاريخ و بجدارة.
تحياتي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق